أخر الأخبار

أمين عام "آركو" مدشناً ملتقى " دور التكنولوجيات الحديثة في إدارة العمل الإنساني"

جانب من الملتقى
جانب من الملتقى

 

أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح  التويجري، على أهمية التقنية في التنبؤ بالكوارث وإدارة عمليات الاستجابة والإغاثة للمتضررين من الكوارث والأزمات.

وقال "د. التويجري" في الكلمة الافتتاحية للملتقى السنوي العربي الأول حول "دور التكنولوجيات الحديثة في إدارة حالات الكوارث والعمل الإنساني ــ نحو وضع خطة عربية موحدة للاتصالات في حالات الطوارئ" وقال :نرحب بكم في رحاب المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي تحمل مشعل الإنسانية؛ وإن تلبية الدعوة وحضوركم للملتقى إلا زيادة في إضاءات مشعل المنظمة لتكون معكم وبكم ــ بعد الله ــ فاعلة في ميدان العمل الإنساني.  

 وأضاف انطلاقاً من رسالة المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، واستشعاراً بحجم الرسالة، وواجب أداء الأمانة، واستجابة لحالات الطوارئ الناتجة عن الكوارث التي يعاني منها وطننا العربي في العديد من دوله، والراصد لتفاقم الأزمات والكوارث على مدى السنوات الماضية يجد تصاعداً حاداً ومتنوعاً لأنواع الكوارث وإفرازاتها القاسية على البشرية، بادرت الأمانة العامة للمنظمة، بالترتيب لعقد هذا الملتقي وذلك بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات. ولا شك أن تقنية المعلومات والاتصالات هي مفتاح لرصد العلاقة فيما بين التقلبات المناخية والتغيّرات البيئة، وما ينتج عن ذلك من كوارث، وكذا التغيّرات الجيولوجية، ودور الاستشعار عن بعد لقياس احتمالية وقوع كارثة نتيجة لتلك التغيرّات، وبتحليل المعلومات في وقت مبكر يعطي فرصة للاستعداد للكارثة المحتملة، والتقليل من آثارها عند وقوعها، وإدارة خطة مواجهتها، ومن ثم معالجة آثارها. ولا يقتصر دور تقنية المعلومات على التنبؤ بالكوارث الطبيعية ومواجهتها فحسب، بل يشمل أنواع الكوارث التي هي من صنع الإنسان.

 وأستطرد "د. التويجري" قائلاً: إن الحد من التغيّرات المناخية، والاستعداد لمواجهة الكوارث هي مسؤولية الجميع بما في ذلك الحكومات، والمنظمات المتخصصة، والمجتمع المدني بكل أطيافه، ولعله من حسن الطالع أن ينعقد هذا الملتقى في أعقاب مبادرة سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان " السعودية الخضراء - والشرق الأوسط الأخضر " ومؤتمر غلاسكو؛ مما يؤكد اهتمام المجتمع الدولي بهذه القضية ، وهذا يجعل مسؤوليتنا تتعاظم ، وتطلعاتنا ترتفع ليكون لنا دور مؤثر في الحد من الكوارث والأزمات الإنسانية، والتعامل مع ما يحدث منها بمهنية عالية مستثمرين التقنية المعلوماتية والقوى البشرية المدربة، مما يحقق سرعة الاستجابة ورفع كفاءة الأداء ، أملاً في الوصول إلى وضع خطة عربية موحدة للاتصالات في حالات الطوارئ ، ولهذا الهدف أنشأت الأمانة العامة للمنظمة العربية في مقرها بالرياض " المركز العربي للاستعداد للكوارث " والذي حظي بمباركة جامعة الدول العربية؛ وقد تم تأسيس مراكز مشابهة في مقار أعضاء المنظمة من هيئات وجمعيات الهلال الأحمر/ الصليب الأحمر في الدول العربية .

 وأوضح د. التويجري ،أن الإصلاح البيئي ومواجهة التغيّرات المناخية حظي ولا يزال يحظى بإهتمام المجتمع الدولي؛ فالفاحص لخطط التنمية المستدامة 2030 التي تبنتها كل الدول؛  يجد أن من بين بنودها الاهتمام بالبيئة والتصدي للملوثات البيئية؛ وقد ازداد تنامي الشعور بمخاطر التغيّرات المناخية مما جعل المجتمع الدولي يعقد مؤتمرات متتابعة لبحث هذا الشأن الذي يهدد البشرية , فكان إنعقاد مؤتمر باريس 2015 ألذي أفرز ما عرف بإتفاقية باريس لمواجهة التغيرّات المناخية؛  وفي أكتوبر 2021 عقدت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر مؤتر " القمة الحمراء " لسلامة كوكبنا , وبالأمس القريب – نوفمبر 2021 -  كان مؤتمر غلاسكو بمشاركة 197 دولة , وعدد من المنظمات الدولية المعنية بالتغيّرات المناخية , وإنتهى الى عدد من القرارات الإجرائية للحد من التغيّرات المناخية .

 وأردف أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر قائلاً: مما يزيد القلق على حياة الإنسان علاوة على الكوارث الناجمة عن التغيّرات المناخية؛ هو تزايد الصراعات والنزاعات المسلحة في العديد من البلدان؛ مما أفرز ملايين البشر لاجئين ونازحين؛ وجائحة كورونا التي ظهرت عام 2019 لا يزال العالم يواجه مخاطرها الصحية والاجتماعية والاقتصادية؛  مما يؤكد دور وأهمية التقنية الحديثة في رصد مؤشرات الكوارث ومتابعتها ومن خلال الاستشعار عن بعد؛  ومن خلال سرعة نقل وتبادل المعلومات وتحليلها؛  مما يحقق تهيؤا أسرع وأشمل لمواجهة الكارثة , والتقليل من أضرارها عند حدوثها , ومن ثم إعادة التأهيل فيما بعد رحيلها .

 وأختتم "د. التويجري" كلمته قائلاً : باسم المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أوجه الشكر الى شركائنا في هذا النشاط، الاتحاد الدولي للاتصالات ، والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ، اللذين أثرياه بالمعرفة في استخدامات تقنية المعلومات لإدارة الكوارث والأزمات .

وماكان لهذا الملتقى أن يتم إلا بالتسهيلات التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بأجهزتها المتخصصة " وزارة الخارجية - وزارة الداخلية - ووزارة الصحة" فلهم منا ألشكر أجزله , حيث هيأوا  وصول وتنقلات المشاركين القادمين من خارج المملكة. والشكر لهيئة الهلال الأحمر السعودي - العضو النشط في المنظمة - على دعمه الكبير لمتطلبات عقد هذا الملتقى، ولكم الشكر أنتم أيها الأعزاء على تشريفكم لنا بالحضور والمشاركة في جلسات الملتقى، من محاضرين ومحاورين، ولوسائل الإعلام التي حرصت على تغطية فعاليات الملتقى، وإلى الراعي الرئيسي" شركة سحاب " على دعمهم فعاليات الملتقى؛ متطلعين الى نتائج تساعد على تسخير التقنية بصورة أشمل لمواجهة الكوارث وتعزيز العمل الإنساني.